آلام ابراهيم بين الترحال والعلم

آلام ابراهيم بين الترحال والعلم

الطفل إبراهيم العلي |

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي               وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ             إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

لو رأى أحمد شوقي هذا الطفل لقال ما قلت هذه الأبيات إلا لما رايت إبراهيم العلي يهش على غنمه بعصاه، ويمسك بيمينه كتابه وقرآنه يبحث عن مستقبل مشرق في بلد أنهكته الحروب واستنزفته الصراعات.

طالب حال بينه و بين التعليم صعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية حيث اضطرت العائلة الى تنقل الأهل لطلب المراعي للأغنام في ظل الجفاف الذي يصيب معظم مناطق الشرق الأوسط عموماً.

ويعمل طالبنا إبراهيم في مساعدة أهله في رعي الأغنام، حتى تعرض قطيعهم لانفجار لغم من مخلفات الحرب التي دارت في المنطقة، وبفضل الله نجى إبراهيم بحياته و لكن اصيب بإصابة أدت الى ضرر في النطق و أصبح يلدغ بقوى حتى ان مخارج الحروف لا تظهر بوضوح، وهذا مما أعاقه من الالتحاق بالتعليم الرسمي بالإضافة الى الترحال المستمر، فأصبح مصاباً بكتابته وقراءته وكلامه!

يروي معلم إبراهيم:

كانت الخطوة الاولى مني كمدرس اخبار الاطفال ان هذا ابتلاء وعليه الصبر و المجاهدة لعودة النطق السليم و الامر الأخر أن على  زملائه أن  يتجنبوا المضايقة او التنمر على لفظه و سويا و يوماً بعد يوم بدأ يحقق حلمه في سلامة النطق و التدرب على الأحرف.

واليوم بعد مرور ستة أشهر على الدورة استطيع و كل أمل من الله أن أقول أن ما زرعته قد حان قطافه و حصاده و هو اليوم على لسان أهل قريته أن أنظروا الى إبراهيم كيف استطاع المدرس و منظمة الهدى تعليمه و تجاوزا سويا عقبات مهولة ما كانت تلك النتيجة إلا بفضل من الله و توفيقه و من بعد ذلك لجهود المسؤولين في منظمة الهدى الذين لم يكلوا يتفقدونه بكل جولة ميدانية مصطحبين معهم ما تيسر من السكاكر و الهدايا يبتغون فضل من الله و رضوان و نشر للعلم و محواً للجهل و الأمية.


الحملات الأخيرة

استعراض

اترك تعليقاً