عبد الكريم من التسرب المدرسي إلى التميز

عبد الكريم من التسرب المدرسي إلى التميز

يقع الصف 323 في مخيمات النازحين العشوائية في الشمال السوري، تحديداً في مخيمات منطقة اعزاز.

تعاني هذه المخيمات من شبه انعدام للخدمات العامة عموماً وخصوصاً الخدمات التعليمية التي تعاني منها العديد من المخيمات نتيجة هجرة الكوادر والكفاءات أو لاضطرار المعلمين للعمل في غير اختصاصهم ضمن المنشآت الصناعية ليوفروا لأهلهم مصدر دخل، حيث إنه لا توجد أجور منتظمة للمعلمين وأن الجهات التي تتبنى العملية التعليمية محدودة ولا تستطيع تغطية الاحتياج كاملاً.

 هذا كله أدى إلى عدم انتظام التعليم في الصفوف بشكل يومي وساعي، وأُضيف إلى ذلك تفاوت المستويات الاجتماعية والثقافية لسكان المخيم نتيجة تكونه من خليط من مختلف المناطق، فمنهم من يولي التعليم أهمية ومنهم من يرى التعليم رفاهية غير مجدية ولا تحسن فرص العمل فزادت من صعوبة تعامل المعلمين مع الطلبة وانتشرت بعض السلوكيات والعادات غير المثالية بين الطلاب.

ويزيد من المعاناة وضع الاسر الاقتصادي الصعب الذي أجبر بعض الاسر على إخراج أبنائهم من المدرسة و وإبعادهم عن التعليم من أجل إرسال الطفل إلى عملٍ يحصل منه على بعض المال يساعد فيه أهله على صعوبات الحياة.

عبد الكريم العبد الله

أحد الأطفال الذين تسربوا من المدرسة للأسباب التي ذكرت سابقا، وعندما اتيحت له فرصة للتعلم مجدداً ضمن دوام تلائم عمله،  التحق بصف هدى التعليمي حيث تم سبره ليتبين أنه لا يجيد القراءة أبداً.

التزم عبد الكريم على الحضور إلى الصف بشكل يومي بالأوقات المحددة، وأبدى اجتهاداً واضحاً ناتجاً عن شغفه وحبه للعلم، وتحسنت مهارات القراءة والكتابة لدى عبد الكريم بشكل كبير جداً وأصبح من الطلاب المميزين في صفه.

ويعود ذلك للخطة التعليمية المتقنة التي عملها الكادر التعليمي في منظمة الدعم الإنساني التنموي – هدى والتي تعتمد على منهاج معد خصيصاً لمحو الأمية في القراءة والكتابة والحساب وتتعدى ذلك لبناء منظومة القيم والأخلاق لدى الأطفال في سن مبكرة ليكونوا جيلاً متعلماً صالحاً.

لا يعتبر الطالب عبد الكريم استثناءً وإنما هناك العشرات، بل المئات مثله، يتمنون الحصول على فرصة تعليمية يكملون من خلالها مشوارهم لبناء مستقبلهم.

لذلك تعمل هدى الخيرية على حث أهل الخير في مختلف البلاد لمساعدة الأطفال على إتمام تعليمهم من خلال التبرع لمشروع محو الأمية الذي يجوب الشمال السوري ليحارب معلموه الأمية وينيروا الطريق للأجيال لإعادة بناء وطنهم.

 


الحملات الأخيرة

استعراض

اترك تعليقاً