أربعون كيلو متراً يقطعها المعلم يومياً

أحدث الأخبار
ليست من قصص الزمان الغابر ولا لقطة من فلم وثائقي قديم، بل هي إحدى قصص الواقع اليوم التي يعايشها معلمو منظمة هدى.
استجابة للواقع المعيشي المتدهور في شمال سوريا نتيجة الحرب المستمرة منذ عشر سنوات وأكثر، أعطى المانحون أولوياتهم لإنقاذ الأروح مركزين على الاستجابة الطارئة والضرورية لاحتياجات السكان من نازحين ومقيمين، وبالتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي وتضاءل فرص العمل وتكرار النزوح أدى كل ذلك إلى تضرر العملية التعليمية بشكل مرعب حيث أمسى أكثر من 2.5 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، فضلاً عن تدهور جودة التعليم نتيجة هجرة المعلمين او عملهم خارج اطار المدارس لتوفير احتياج اسرهم.
في ضل هذه المأساة بدأت منظمة الدعم الإنساني التنموي – هدى عملها في قطاع التعليم من خلال عدة تدخلات أبرزها مشروع المعلم المتنقل، والذي يتم من خلاله تحديد القرى والمخيمات المهمشة والنائية والتي تعاني من انقطاع خدمات التعليم الأساسية عنها، فيتم اختيار القرى التي لا تضم مدراس ويصعب على الأطفال الالتحاق بمدارس القرى الأخرى نتيجة بعدها.
قامت هدى بالتعاقد مع مدرسين أكفاء وأقامت لهم التدريبات اللازمة لتطوير قدراتهم للتعامل مع الأطفال من مختلف الاعمار المنقطعين عن التعليم، وجهزتهم بالأدوات اللازمة لبدء محاربة الأمية في شمال سوريا، ومن هنا كانت الخطوة الأولى في المسافات.
يعمل معلمو هدى على الانتقال يومياً الى مسافات تتجاوز 40 كم وصولاً إلى الأطفال في القرى والمخيمات النائية لتعليمهم ومحو أميتهم، ليكونوا قادرين على تدبر أمورهم، وبدء رسم لوحة المستقبل التي يحلمون بها متسلحين بنور العلم.