دمج ذوي الاحتياجات في صفوف هدى التعليمية

أحدث الأخبار
رسالة المعلم ليست مجردة على دخول الصف وإعطاء الدرس والخروج ممارساً دور تمثيلياً اعتدنا مشاهدته بالأفلام والإعلانات، وإنما دوره كما يكون معلمو هدى الخيرية الذين يقطعون المسافات سعياً لانتشال الأطفال من براثن الجهل والأمية، فكيف يكون ذلك؟
يعمل فريق هدى التعليمي على اختيار المعلمين ضمن البرنامج التعليمي بدقة بما يتعلق بكفاءتهم ومبادرتهم وانحيازهم التام تجاه الطلاب ووجود حس عالي من المسؤولية تجاه هذه الفئة التي فقدت طفولتها وأزيل عنها ستار الحماية، ثم يخضع المعلمون كافة لدبلوم تأهيلي مكثف يهدف لإكساب المعلم مهارات التعليم واساليبه ومهارات التعامل مع الأطفال والتعامل مع سلوكياتهم واحوالهم المختلفة ليتخرج لدينا نخبة من المعلمين القادرين على ادماج الأطفال بالعملية التعليمية والحفاظ على حبهم لها.
يعمل الأستاذ خليل على زيادة تركيزه على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمثلون 6% من طلاب هدى الخيرية، حيث يعتبر صديقاً لهم نتيجة قربه وتقديم الدعم النفسي لهم وكذلك لعدم تمييزه بين الطلاب بناء على الجنس او اللون او الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وينفذ لهم انواعاً مختلفة من الأنشطة التي تحببهم بالتعلم فمرة يكتبون ومرة ينشدون ومرة يلعبون حتى يحقق الانسجام والمحبة بين الطلاب.
يحدثنا الأستاذ خليل: بينما أجول نظري بين الأطفال الذين التحقوا بالبرنامج الخامس لمحو الأمية في أحد قرى تل أبيض شمال مدينة الرقة، وقع نظري على الطفلة منيرة، الطفلة التي أخفت ابتسامتها نتيجة حروق كان ابريق الشاي قد تركها على وجهها وحرمها من ابتسامة جميلة، أدت الى تنمر من أصدقاء المدرسة الذي انتهى بتخلي الطفلة عن دراستها!
سألنا معلمها عن حالها فأخبرنا بقصة ابريق الشاي تلك مذ كانت صغيرة، زرنا منيرة وقفنا بجانبها شعرنا بفرحة تغمر قلبها لم ندر ما السبب؟ كنا خائفين من أن نسبب لها أذية إذا سألناها عن حالها، تمشينا سوياً وسألناها عن سبب فرحتها فقالت: أعطاني أستاذي كتاباً جميلاً، وعلمني أنشودة أمي التي أحبها كثيراً ومدرسي يحب أن أشارك دائماً ويخرجني لأنشد في كل يوم أنشودة من أناشيد كتابي وبينما تحكي منيرة قصة فرحتها جاءت صديقاتها لتأخذها إلى اللعب في الباحة المجاورة.
يقول الأستاذ خليل مدرس منيرة، إنها طفلة متميزة يعاني أبوها من شلل أطفال وقد تعرضت لحرق في وجهها منذ أعوام وأنا أسعى في كل يوم لأن أدمجها مع أصدقاءها وصديقاتها لتكون متميزة في قادم الأيام، عانت من تنمر داخل المدرسة واليوم أصبح الأمر من الماضي في صفوف هدى كونها بدأت تشعر بوجودها في الصف وتشارك وتتعلم في كل يوم.