مخيم ترندة….بعد ظلام الجهل….تشرق شمس العلم من جديد

أحدث الأخبار
مخيم ترندة: هو عبارة عن مخيم عشوائي يقع على أطراف مدينة عفرين من الجهة الشرقية قد نزح إليه الناس منذ ثلاث سنوات من ريف حلب وريف ادلب الجنوبي بعد تعرض منازلهم للقصف بالطائرات والصواريخ واجتياح المنطقة وتدمير المنازل والقرى مما جعل أهلها ينزحون باتجاه المناطق الأكثر أمانا
ولم تكن المرة الأولى التي اضطر بها أهالي هذه القرى للنزوح، فقد عانوا عدة مرات من نزوح متكرر بسبب الحرب حتى حط بهم الرحال في هذا المخيم العشوائي الذي يفتقد لإدنى مقومات الحياة الإنسانية من مأوى كريم ورعاية صحية وطبية وتعليم حيث يقيمون في خيم لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.
يمتد مخيم ترندة على مساحة واسعة حيث يقطن فيه العشرات من العائلات النازحة تقدر بحوالي 200 عائلة ولا يوجد بداخله سوى مصلى صغير أنشئ حديثا وقد أهمل هذا المخيم من قبل المنظمات الإنسانية من جميع النواحي نتيجة ضعف التمويل المتوفر في الشمال السوري، وأكثر من عانى في هذا المخيم هم الأطفال من حيث عدم تمكنهم من الحصول على حقهم بالتعليم وانتشار الجهل بينهم بشكل كبير وتسربهم من المدارس حيث أن الأهالي يعتمدون على أطفالهم من أجل تأمين لقمة عيشهم فالأهالي يعانون من أوضاع معيشية صعبة.
فغالب أطفال المخيم يعملون في مواسم الزيتون وأيضا في جمع الخردة (النحاس والألمنيوم والحديد) من أجل بيعها ويعملون في جمع الحطب والنايلون لاستخدامها من أجل التدفئة في الشتاء وهذا فادى هذا الى تسربهم من المدارس وعدم ارسال الأهل لأطفالهم الى المدارس
وهناك أيضا معوقات أخرى لتسرب الأطفال من المدارس مثل بعد المدارس عن المخيم وصعوبة الوصول اليه بسبب وعورة الطريق وخطورته بالنسبة للأطفال لإنه طريق رئيسي للسيارات القادمة من ادلب باتجاه عفرين واعزاز وأيضا عدم وجود اثباتات لدى الأهل من أجل تسجيل أبنائهم في المدارس
فهذه المعوقات وغيرها ساعد في انتشار الأمية بين الأطفال بشكل كبير حتى أن بعضهم قد بلغ أكثر من عشر سنين وهو لا يعرف مبادئ القراءة والكتابة و الحساب بل حتى لا يعرف الأحرف أيضا
حتى جاءت منظمة الدعم الإنساني التنموي – هدى فحملت معها الأمل لأطفال المخيم الذين يحلمون بتلقي العلم فكسرت لهم القيود المفروضة ببعد المدارس وقربت منهم العلم لينالوا ما أرادوا ويتعلموا القيم وليبعدوا شبح الأمية عنهم.
فاستهدف البرنامج حوالي 30طالباً في الدورة الأولى ثم تسرب بعضم بسبب العمل مع أن الدورة راعت ظروفهم بالنسبة للوقت والمكان وأيضاً تقديم ما يحتاجه الطلاب من منهاج ومستلزمات دراسية وهدايا من أجل ترغيب الأطفال في التعلم
وقد تكللت الدورة الأولى بالنجاح ولله الحمد حيث تخرج الطالب منها موثقين بالاسم وهم قادرين على القراءة والكتابة والحساب والانسجام ضمن المجتمع مع تعليمهم لبعض الآداب العامة وزرع القيم الأخلاقية بينهم
وقد كان للأهالي موقف إيجابي في نهاية الدورة عندما وجدوا أبنائهم قد أصبحوا قادرين على القراءة والكتابة فقدموا الشكر الجزيل لمن ساهم في إقامة هذه الدورة
ثم بعد ذلك أقيمت دورة ثانية بطلب من الأهالي وأيضا لحاجة المخيم فاستهدفت طلابا جدد حيث بلغ عدد الطلاب فيها حوالي 55 طالبا (ذكور وإناث) موزعين على حلقتين
وكان أيضا لهذه الدورة أثر إيجابي لدى الأطفال وأهلهم من حيث التعليم والتربية وزرع القيم بين الأطفال وطريقة تعامل الأطفال مع أهلهم وجيرانهم